الطفل الذي يشعر بحب أهله يكبر وهو يشعر بالأمان وبالثقة بالنفس ويكون أكثر قدرة على مواجهة أعباء الحياة ومشاكلها. أشعريه دائما بحبك، فهذه أكبر هدية يمكن أن تقدميها له.
في دوامة الانشغال بتفاصيل الحياة اليومية وتوفير وسائل الرفاهية للأبناء ينسى بعض الآباء والأمهات أن أطفالهم بحاجة إلى شيء لا يقل أهمية عن توفير المال والطعام والملابس والألعاب: الحب. ان أفضل هدية يمكن أن تقدميها لطفلك هي إشعاره بالحب.
كيف تظهرين له هذا الحب؟ الإجابة في السطور التالية.
1- الاستماع
أثمن هدية يمكن أن تقدميها لطفلك هي الاستماع الجيد لكل صغيرة وكبيرة يتفوه بها. الإنصات له يعني انك حريصة على إبقاء خطوط الاتصال بينكما مفتوحة طوال الوقت، كما إن هذا الاستماع يبني علاقة قوية بينكما على نحو فعال ويشعره بالحب.
أوقفي غسل الأطباق أو الرد على الهاتف أو مشاهدة التلفزيون عندما يطلب طفلك الحديث معك، فالاستماع بعناية لكل ما يقول يعني احترامك له وهو ما يشعره بالحب.
2- اكتبي له عن سبب حبك
يعرف الآباء والأمهات أسباب حبهم لأطفالهم، لكن الأطفال يحتاجون إلى معرفة ذلك، ويفشل البعض في ايصال هذا الاحساس لهم.
يحب الأطفال اللافتات التي تحتوي على شيء من الإثارة. ابحثي كل يوم عن سبب يجعلك تحبين هذا الطفل الرائع، واكتبيه على لافتة ملونة، والصقيها له على المرآة أو في منطقة بارزة في غرفته لكي يراها.
3- اقرئي له
لا شيء يمكن أن تظهري به الحب لطفلك مثل غرس عادة القراءة فيه منذ نعومة أظفاره، لأنه سيشعر بمدى حبك له بعد دخول المدرسة والتفوق فيها. فكل الدراسات تؤكد أن القراءة تساعد الطفل على التفوق في المدرسة، اقرئي له القصص والمغامرات وأطلقي في خياله عصافير الدهشة، وأديري معه مناقشة حول الموضوعات التي جرت قراءتها.
4- التباهي به
لكل طفل جوانب مشرقة وأخرى سلبية في شخصيته، لكي تظهري الحب لطفلك من المهم أن تكوني داعمة له طوال الوقت، خاصة عند التحدث عنه أمام الآخرين.
أشعريه دائما أنك تتباهين به أمام الأهل والأقارب والصديقات، واذكري دائما الجوانب المشرقة والإيجابية التي تميز شخصيته. عندما يسمع ذلك، لن يشعر بالحب فقط بل تأكدي أنه سيبذل قصارى جهده ليس ليحافظ على هذه الجوانب المشرقة في شخصيته وحدها، بل ليتفادى أيضا الجوانب السلبية.
5- امنحيه فرصة أخرى
كل الأطفال يرتكبون الأخطاء، إن كنت تريدين إظهار الحب لطفلك فلا يجب أن تستخدمي معه أساليب العنف والسخرية والإساءة لعقابه. هذه الأساليب تؤدي إلى تفاعل سلبي بينكما، يمكنك أن تعاقبيه بإظهار حبك له، امنحيه دائما فرصة أخرى وقولي له انك تتوقعين منه الأفضل في المرة القادمة. لن يشعر بالحب فقط، إنما سيكتسب الثقة أيضا ويتفادى الأخطاء السابقة.
6- عانقيه
لا توجد لمسة سحرية لإظهار الحب للطفل مثل العناق، وحاجته إليه حقيقة أثبتتها كل الدراسات العلمية. فالعناق يشعر الطفل بالحب والمودة والراحة، وهو بحاجة إليه ليس فقط عندما يكون في حالة مزاجية جيدة، إنما يحتاجه أكثر عندما يكون في حالة سيئة أو عندما ينتابه الغضب. فعناقك له عندما يكون في حالة سيئة رسالة تعني أنك تحبينه في كل الأوقات.
7- دعيه يشارك في القرار
من بين أفضل الطرق لإظهار الحب للطفل اشراكه في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة به، كترك الحرية له لاختيار الملابس والطعام والألعاب والمكان الذي يفضل قضاء عطلة نهاية الأسبوع فيه. شعوره بأنه يمتلك السيطرة في جزء من الأمور المتعلقة بشؤون حياته رسالة مهمة تشعره بأن قراراته تحترم، وبالتالي يشعر بالحب تجاهك.
8- المفاجآت
كل الأطفال يحبون المفاجآت السارة: نزهة على غير موعد إلى مكان يحبه، شراء لعبة يفضلها، ضعي له هدية في حقيبة المدرسة، احتفلي بعيد ميلاده بطريقة غير مألوفة، انتظري أمام باب المدرسة وقت الانصراف لاصطحابه إلى البيت، كلها أفكار مثيرة ولا تخلو من عنصر المفاجأة التي تحمل له رسالة بأنك تفكرين فيه طوال الوقت.
9- العبي معه
واحدة من أكثر الطرق التي تعلنين بها عن حبك لطفلك أن تشاركيه الألعاب التي يحبها. لوّني معه وكوّني أشكالا بالصلصال ورتّبي معه قطع البازل أو شاركيه في ألعاب الفيديو. إن لم تعرفي قواعد اللعب، اطلبي منه أن يعلّمك إياها، الطفل يشعر بالمتعة عندما يشاركه الكبار ألعابه ويشعر بمتعة مضاعفة باندماجك في اللعب معه.
ثم ان اللعب معه بمنزلة استثمار للمستقبل حيث ستكونان بمنزلة أصدقاء، وكما يقول المثل «العبي مع طفلك وعندما يكبر سيطلب منك مفاتيح سيارتك».
10- التدليل والخصوصية
تعتقد بعض الأمهات أن تدليل الطفل يفسده، لكن الحقيقة ان القليل من التدليل مطلوب وضروري وينتظره الكثير من الأطفال من أمهاتهم، فالتدليل يشعرهم بالمحبة الزائدة. ابحثي لطفلك عن اسم تدليل يميزه وناديه به بين الحين والآخر، أو اخترعي كلمة سر أو حركة لا يستخدمها معه أحد سواك، فهذه اللافتات تشعره بالخصوصية وتعني له مزيدا من الحب.
إظهار الحب لا يتعارض مع تأديبه
إظهار الحب للطفل بكل الطرق والوسائل الممكنة لا يتعارض أبداً مع القواعد التي تضعها الأم من أجل تأديبه لكي تجري الأمور بصورة منضبطة. فالطفل في سن صغيرة لا تسمح له معرفة الصواب من الخطأ، وقد تعتقد بعض الأمهات أنه يضيق بهذه القواعد والحدود، لكن الحقيقة أن غالبية الأطفال يحبون أن تكون الأمور واضحة بالنسبة لما ينبغي فعله وما لا ينبغي لأنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية لمعرفة ذلك.
وقد يخطئ الطفل مرارا وتكرارا وتفشل كل الطرق لردعه، فتلجأ الأم إلى عقابه بطريقة أو بأخرى، وهو أمر مسموح في بعض الأحيان، لكن المهم هو طريقة هذا العقاب التي لا يجب أن تنطوي على الأساليب العنيفة.
كما يجب ألا تنسى الأم في غمرة انشغالها بتأديب طفلها إظهار الحب له بعد هذا التأديب. من المهم التأكد من أن الطفل يفهم أن العقاب موجه إلى تصرفاته وليس إلى شخصه، وأن يفهم أيضا أن امه ستظل تحبه رغم ما يرتكبه من أخطاء.