في هذا الملف بعون الله وإرادته سأقوم بكتابة تصنيف الكائنات الحية , ويعتبر تصنيف الكائنات الحية فرعا من فروع علم الأحياء , ولكي نبداء بدراسة تصنيف الكائنات الحية يجب علينا أن نذكر علم الأحياء وتعريفة .
علم الأحياء "البيولوجيا " يعني في مدلولة اللفظي :كلمة يونانية مؤلفة من مقطعين :الأول بيو , ويعني الحياة , والثاني : لوجيا ويعني علما ودراسة . إذن هو دراسة للحياة , والحياة هي ما اودعة الله في مخلوقاته من أسرار , ويعد مفهومها اكبر من ما يحده ويحيط به عقل البشر ,قال تعالى : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " سورة الإسراء آية 85 .
وفي الحقيقة يصعب إعطاء تعريف محدد للحياة , إلا انه يمكن تميز خصائصها ومظاهرها العامة التي تميزها والتي نوجز منها :
• التركيب الخلوي : فالخلية هي وحدة البناء والتركيب الأساسية والمشتركة في جميع الكائنات الحية , فمنها يتكون من خلية واحدة , ومنها يتكون من عدة خلايا .
• القدرة على استخلاص المواد من البيئة : واستخدامها لتسهيل العيش وللبناء والغداء وتحرير الطاقة الكامنة فيها والاستفادة منها .
• القدرة على إخراج الفضلات من الجسم .
• التكيف والاستجابة .
• الحركة والانتقال .
• التكاثر.
تنوع الكائنات الحية :
تتباين الكائنات الحية وتختلف فيما بينها في تركيبها الخارجي والداخلي , ونتيجة لتباين واختلاف الكائنات الحية تم تصنيفها لعدة أنواع , والنوع Species من الأحياء يقصد به مجموعة من الأفراد المتشابهة فيما بينها في التركيب والوظائف وتستطيع التكاثر فيما بينها وأفراد الأنواع المختلفة لا يمكنها أن تتكاثر فيما بينها لان الناتج يكون عقيما كما في حالة البغال .
والكائنات الحية تتنوع في البيئة بكثرة ويقصد بالتنوع Speciation هو يعني نشوء إفراد جديدة تختلف في صفاتها عن صفات أجدادها وسبب التنوع هو وجود اختلاف بين أفراد النوع الواحد .
الاختلاف Variation بين أفراد النوع الواحد تنتج من عوامل طبيعية , مثل الحرارة ,الرياح , الرطوبة , الضوء ومصادر الإشعاع , وينتج الاختلاف أيضا بسبب عوامل وراثية متعددة .
أهمية تصنيف الكائنات الحية :
- لتسهيل دراسة الكائنات الحية .
- يعتبر علم التصنيف الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها مجموعة علوم أخرى منها :
• علم البيئة .
• الزراعة .
• الطب .
• الصيدلة .
علم التصنيف هو : فرع من فروع علم الأحياء يعنى بتقسيم الكائنات الحية الى مجموعات حسب درجة التشابة والاختلاف بينها في الشكل والتركيب والوظيفة .
تاريخ علم التصنيف :
أسهم العلماء العرب المسلمون بجهود قيمة في ميدان تصنيف الكائنات الحية كابن بيطار , وداوود الانطاكي , وكمال الدين الدميري صاحب كتاب "حياة الحيوان الكبرى " الذي صنف فيه أنواع مختلفة من الحيوانات , وأبو عثمان الجاحظ في كتاب الحيوان 233هــ درس فيه أجناس الحيوان وسلوكها وبيئتها , كما اهتم العلماء المسلمون العرب بتصنيف النباتات ودراستها بغرض التداوي والعلاج .
أسس التصنيف :
تعتمد أسس تصنيف الحيوان على :
• التراكيب المتشابهة .
• الكيمياء الحيوية .
• طرق التغذية .
• علم الوراثة الحديث.
ويتدرج النظام التصنيفي على الشكل التالي :
- مملكة "عالم" Kingdom
- شعبة Phylum أو قسم Division .
- طائفة Class .
- رتبة Order .
- عائلة Family .
- جنس Genus .
- نوع Species .
وقد صنف العلم الحديث الحيوانات الى خمس ممالك مستقلة وفقا للتدرج التالي :
- أولا :الكائنات الحية بدائية النواة ""Procaryotus وتشمل مملكة واحدة من ممالك الأحياء هي مملكة البدائيات "Kingdom Monera " وفيها :
• شعبة البكتيريا Bacteria .
• شعبة البكتيريا الخضراء الزرقة Phylum Cyanobateria .
- ثانيا : الكائنات الحية حقيقية النواة Eucaryotus وتشمل جميع الكائنات الحية الأخرى وفيها :
• مملكة الطلائعيات Kingdom Protista , وتظم الأوليات وبعض الطحالب وحيدة الخلية .
• مملكة الفطريات Kingdom Fungi وتظم الفطريات المختلفة .
• مملكة النباتات Kingdom Plantae وتظم بقية الطحالب , والنباتات الحزازية , والنباتات الوعائية .
• المملكة الحيوانية Kingdom Animalia وتظم الحيوانات ابتداء من المساميات وحتى الحبليات .
أولا مملكة البدائيات :
تظم مملكة البدائيات شعبتين من شعب الأحياء وهي :شعبة البكتيريا , وشعبة البكتيريا الخضراء المزرقة .
أولا : شعبة البكتيريا :
البكتيريا كائنات حية دقيقة لا ترى إلا بالمجهر , توجد في التربة والماء والهواء وفي كل مكان حولنا , وندرس البكتيريا في دراستنا هذه , من حيث أشكالها و تركيبها .
أشكال البكتيريا :
اكتشفت البكتيريا على يد العالم الهولندي انتوني ايفان ليفنهوك في العام 1676 م وفي العام 1857 م اكتشف العالم الفرنسي لويس باستير علاقتها بعملية التخمر , وفي العام 1882 م اكتشف العالم الألماني روبرت كوخ أنها تسبب مرض الدرن للإنسان .
والبكتيريا كائنات حية دقيقة يتراوح سمكها ما بين 0,2 – 2 ميكرون , وطولها 2 – 10 ميكرون وبعضها عملاق يصل طولها الى 100 ميكرون . ومن أنواع البكتيريا : فمنها الكروي , ومنها العصوي , والحلزوني .تتركب البكتيريا من جدار خلوي صلب , غشاء بلازمي , سيتوبلازم , شبية النواة . تتكاثر البكتيريا لاجنسيا عن طريق الانقسام الثنائي البسيط باستمرار, كما انها قد تقوم بالثكاثر الجنسي في بعض أطوار حياتها . اغلب البكتيريا غير ذاتية التغذية تستمد غذائها من تحلل الجثث ومن البقايا وتسمى بالمترممة , وقد تحصل على غدائها من أجسام الكائنات الحية مباشرة وتسمى بالمتطفلة , وتسبب أمراض خطيرة للإنسان والحيوان . تحصل بعض البكتيريا على الطاقة من عملية التنفس و والبكتيريا بشكل عام إما هوائية التنفس تستخدم الأكسجين كبكتيريا الالتهاب الرئوي أو لا هوائية تحصل على الطاقة من تفكك المواد العضوية واللاعضوية , وبعض البكتيريا تستخدم الطريقتين فادا توافر لها الأكسجين تستخدمة وفي عدمه تتنفس لاهوائيا وتسمى بالبكتيريا الاختيارية مثل بكتيريا اللبن وبكتيريا الكوليرا والتيفوئيد . بعض أنواع البكتيريا مفيد للإنسان ولها استخدامات عديدة منها :
_ تدخل في صناعات كثيرة مثل صناعة الخل .
_ تقوم بتثبيت النيتروجين الجوي وتحويله الى مركبات تزيد من خصوبة التربة .
_ تعمل على تفتيت الصخور.
_ تساهم في هضم السليولوز .
_بعضها يعتبر مصدر مهم من مصادر المضادات الحيوية مثل بكتيريا الأمتينومايسيتات .
_ تقوم البكتيريا المترممة بتفتيت وتفكيك المواد العضوية .
ثانيا: شعبة البكتيريا الخضراء المزرقة :
البكتيريا الخضراء المزرقة مثل البكتيريا العادية , النواة فيها غير محاطة بغشاء لذلك تعتبر من الكائنات الحية بدائية النواة و وتسمى بالخضراء المزرقة لأنها تحتوي على اليخضور وعلى أصباغ زرقاء أخرى تعطيها اللون الأزرق . ومنها النوستوك , و الأوسيلاتوريا . نتيجة لاحتوائها على اليخضور فهي تقوم بعملية البناء الضوئي فهي تصنع غدائها و تخزن الفائض على شكل مادة شبيهة بالنشا الحيواني أو
الجليكوجين