تعريف الحضارة
مالك بن نبي يعرف الحضارة بأنها مجموعة المفاهيم و الفكر السائد في أمة ما بينما المدنية هي عبارة عن تقنيات
ول ديورانت (مؤلف قصة الحضارة) يعرف الحضارة بأنها جماع ثمانية أمور و هي : الاقتصاد –السياسة- الأخلاق-القيم –العلم-الفلسفة-الأدب- الفن و مجموعها يساوي حضارة أمة في حقية من الحقب
سيد قطب (الإمام الشهيد) : الإسلام هو الحضارة لأن الحضارة هي ما يصلح للإنسان و هو منهج الله عزوجل
طارق سويدان يعرف الحضارة بأنها المنهج الفكري لأمة متشكلا في إنتاج مادي و معنوي
المغول كانت أمة قوية و لكنهم لم يصنعوا حضارة لأنهم لا يملكون منهجا فكريا و عندما غزوا بلاد المسلمين تاثروا بمنهجهم الفكري فأصبحوا مسلمين
و في المدينة لم يقم النبي صلى الله عليه و سلم منشآت و مبانٍ و شوارع و إنما أسس الفكر المتشكل في بشر و ذلك لأن الإنتاج يتبع الفكر الذي هو الأساس
خماسية القوانين العامة
في القرآن سنن و قوانين تحكم حياة البشر
1- " و تلك الأيام نداولها بين الناس"
الأيام لا تدوم لأمة معينة .....حضارات تسود فتبيد حضارات أخرى
2- " قد خلت في الذين قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المتقين . هذا بيان للناس و هدى و موعظة للمتقين"
يجب علينا ان نتدبر آثار الآخرين لنزيد حضارتنا و لننتفع بتجارب من سبقنا
3- " و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض و لكن الله ذو فضل على العالمين "
لذا لا يمكن أن يوجد في الأرض قطب واحد فهو ليس من سنن الله تعالى
4-" كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز"
سنة الله في خلقه أنه من يتمسك بمنهج الله و رسالة الأنبياء ينتصر و القاعدة أن الحق و الباطل إذا تصارعا انتصر الحق و لكن إن تخلى أهل الحق عن حقهم انتصر الأقوى
--5"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
يجب أن يغيروا ما بأنفسهم للأحسن و بالتالي يأتيهم الدفع الرباني للأفضل أما إذا تغيروا للأسوأ جاء الدفع الرباني للأسوأ
خماسية التأمل في الحضارات
1- هناك قوانين تحكم الحضارة
هل الانهيار الأخلاقي وحده كافٍ لسقوط حضارة ما ؟
الجواب لا لأن الفرس و الروم و الإسبان كانوا منهارين أخلاقيا و لكنهم لم يسقطوا إلا بالإسلام الذي شكل هجوما خارجيا ....إذن لا بد مع الانهيار الأخلاقي من هجوم خارجي
و من تارخنا هناك مثال الدولة العباسية سقطت على يد المغول و لكنهم كانوا قبلا قد انحلوا أخلاقيا
2- العدل يديم الحضارة و لو كانت كافرة و إذا فقد العدل سقطت الحضارة و لو كانت مؤمنة
3- المدنية لا تساةي الحضارة و العلم وحده لا يسعد البشرية فمثلا 80% من المجتمع الأمريكي مدمني مخدرات و حبوب مهدئة
4- الحضارة لها أمراض و لكن يمكن علاجها أما غذا لم تعالج ماتت و اندثرت
امتنا الإسلامية مريضة و لكنها لم تمت بعد .....بعض جوانب حضارتنا تخلف و ضعف مثل الجانب السياسي فأصبحت الحكومة وراثة مما أعقبه انحطاط سياسي و المشكلة أن التاريخ يؤرخ بحركة السياسيين مع أنه في الحقيقة التاريخ و الحضارة لا يساوي الساسة و العسكريين
حضارتنا لديها أمجاد كبيرة من العلماء و فن التسامح و فن بناء الأسرة و الإنسان و الدعوة و الإيمان و التعلق بالآخرة و تأثيره في بناء الفكر و السياسة و المجتمع
و كل حضارة نستطيع أن نحسب درجة أمراضها فالحضارة الغربية مسيطرة حاليا و لكنها مريضة و ستموت حتما " لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل"
و لكن حضارتنا الإسلامية مع كل أمراضها أقدر على قيادة البشرية من الحضارة الغربية
5- مناعة حضارية الأمة التي ليس لديها مناعة حضارية تذوب في الأمم الأخرى بسرعة و على العكس تماما الامة التي لديهامناعة حضارية لا تذوب في الأمم الأخرى حتى لو هزمت
المناعة تتشكل في الفكر و العقيدة و المنهج الذي تؤمن به و الإيمان و ليست المناعة في التكنولوجيا و عدد المدارس و المباني و الشوارع
الأمة التي لديها فكر للخاصة فقط يصبح لديها ستار أكاديمي
من الذي يحدد القبيح و الحسن ؟ العقل أم الشرع ؟ الوحي هو مصدر القيم و العقل هو أداة التخطيط و البرامج
الوحي يؤسس و الفكر يبني إلغاء العقل لا تصنع به حضارة و إلغاء الوحي تصنع به حصارة متخلفة
خماسية مقومات الحضارة الإسلامية
1- مقومات الإيمان ا- العقيدة الموافقة للفطرة
العبادة الدافعة لعمارة الأرض و ليست عبادة تعتزل الحياة
ج- الإيمان المقترن بالعمل و ليس إيمان أدعياء المتصوفة فعزلوا العمل عن الإيمان
د- الدنيا مزرعة الآخرة : اي لا تصبح هما للإنسان بحد ذاتها
"و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا"
ف- العلم الذي لا يكفر الذي يدفع الناس للتوحيد و ليس علما كالذي ادعاه فرويد و داروين
2- مقومات تشريعية
ا- العقل الذي لا يتكبر بل يهتدي بوحي السماء
ب- التشريع الذي لا ينسى مصالح العباد
بعض العلماء اجتزأوا قضايا في الدين و لم ينظروا لمصالح العباد و لم يفهموا مقاصد الشريعة و هذا ما عطل التشريع عن المصالح و أكثر ما يعطل هي القضايا الخاصة بالمرأة (و عندهم هنا الأصل هو التحريم)
ج- العدل المؤيد بالإحسان " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه " لذا لا عدل إلا بالتقوى و بدون عدل لا تننتصر و هذا هو بالذات أهم أسباب تخلفنا فكل دول المسلمين فيها ظلم نفوسنا خائفة خانعة و لدينا كبت من الحكام و خنوع من المحكومين فكيف ستنهض أمة بهذا الظلم؟
د- الحقوق المتوازنة مع الواجبات : بعض الناس يريدون حقوقا دون واجبات و الإسلام هو التشريع الوحيد الذي يكفل التوازن بين الحقوق و الواجبات "خذ حقك و التزم بواجبك "
ف- ألا ناغي السلطان او الحكم : لأنه بدون سلطان لا تقام حضارة أو تنتصر أمة و الذي لا ينفع معه الوعظ و الإرشاد تنفعه العصا
3- مقومات أخلاقية
ا- أخلاق ترتقي بالإنسان
ب-الحرية خادمة للفضيلة
ج-الفن الملتزم بالقيم و الأخلاق التي تسمو بالإنسان (بعض الناس أياحوا الفجور باسم الفن)
د-العلم الملتزم بالدعوة : العلم يحرك الدعوة لذا فإن الهدف هو ان يأتي جيل يفهم الدعوة و العلم معا و هو حل لمشكلاتنا
4- مقومات عملية
ا- رعاية الأجساد : الجسم الممدود بالروح و القوة التي تدافع عن الحق
في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز و صلت الفتوحات إلى حدود سمرقند بقيادة قتيبة بن مسلم و لكنهم دخلوا المدينة و فتحوها دون إنذار أهلها
ذهب وفد من أهالي سمرقند إلى الخليفة يشتكون الأمر للخليفة فأصدر الخليفة قرارا بعقد محاكمة
جاء قاضي سمرقند و جمع قادة الكفار مع قتيبة بن مسلم و حاورهم ثم قضى بأن يخرج الجيش المسلم من سمر قند و يعطوا إنذارا لأهلهل لمدة شهر حتى يستعدوا ....ذهل أهل سمر قند من العدل الإسلامي فدخلوا جميعا في الإسلام
هذه قوة تدافه عن حق و ليست عن نفط
ب- المال المكتسب من حلال و المنفق في حلال : ستة من العشرة المبشرين بالجنة كانوا من الأغنياء
قال الرسول صلى الله عليه و سلم " نعم المال الصالح للرجل الصالح "
ج- الجسد المتوازن مع الروح و العاطفة و العقل و العقل
د- التربية المكملة للتشريع : تربية بدون تشريع لا تنفع و كذلك تشريع بدون تربية لا يتحقق
5- مقومات للجماعة
ا- الغرب لديه مايسمى individualism أي فردية و نحن لا ننادي بها بل يجب أن يكون المجتمع حاضرا
ب- الدولة المقيمة للدين و ليس العلمانية : الدولة يجب أن تقيم الدين و غلا فهي دولة منحرفة
ج- المجتمع لا يطغى على الفرد يعني لا شيوعية أو اشتراكية أو أية نظم شمولية
د=الشورى مطلوبة و لكنها ليست مطلقة إذ "لا اجتهاد مع النص " البرلمان وجد من أجل المة و الشورى ضرورية بشرط ألا تعارض الشرع
ف –الامة المنفتحة علىالعالم نستفيد من حضارة الآخرين و ثقافاتهم دون ان نذوب فيهم بما معناه أن ننفتح على العالم بواقع حصانة داخلية حضارية