حوار حزين جداً بين الاب والابن
إبنى العزيز
عندما يحل اليوم الذى سترانى فيه عجوزاً
أرجو أن تتحلى بالصبر وتحاول فهمى
إذا إتسخت ثيابى أثناء تناوالى الطعام
إذا لم أستطع أن أرتدى ملابسى بمفردي
تذكر الساعات التى قضيتها لأعلمك تلك الأشياء
إذا تحدثت إليك وكررت نفس الكلمات
و نفس الحديث آلاف المرات
فلا تضجر منى ولا تقاطعنى وأنصت إلى
عندما كنت صغيراً يا بنى
قرأت لك نفس القصه و الحدوته
إلى أن تنام
عندما لا أريد أن أستحم
لا تعايرنى ولا تتسلط علي
تذكر عندما كنت أطاردك
وأعطيك الآف الأعذار
لأدعوك للإستحمام
عندما ترانى لا أستطيع أن أجاري
وأتعلم التكنولوجيا الحديثه
فقط إعطنى الوقت الكافى
ولا تنظر إلى بإبتسامه ماكره وساخره
تذكر أننى الذى علمتك كيف تفعل أشياء كثيره
كيف تأكل
كيف ترتدى ملابسك
كيف تستحم
كيف تواجه الحياه
عندما أفقد ذاكرتى أو أتخبط فى حديثى
إعطنى الوقت الكافى لأتذكر
و إذا لم أستطع فلا تفقد أعصابك
حتى ولو كان حديثى غير مهم
فيجب أن تنصت إلي
إذا لم أرغب بالطعام
لا ترغمنى عليه
عندما أجوع سوف آكله
عندما لا أستطيع السير بسبب قدمى المريضه
أعطنى يدك
بنفس الحب و الطريقه التى فعلتها معك
لتخطوا خطوتك الأولى
عندما يحين اليوم الذى أقول لك فيه
إننى مشتاق للقاء الله
فلا تحزن ولا تبكى
فسوف تفهم فى يوم من الأيام
حاول أن تتفهم أن عمرى
ألآن قد قارب على الإنتهاء
وفى يوم من الأيام سوف تكتشف
أنه بالرغم من أخطائى فإننى
كنت دائماً أريد أفضل الأشياء لك
وقد حاولت أن أمهد لك جميع الطرق
ساعدنى على السير
ساعدنى على تجاوز طريقى بالحب و الصبر
مثلما فعلت معك دائماً
ساعدنى يا بنى على الوصول إلى النهايه بسلام
أتمنى أن لا تشعر بالحزن
ولا حتى بالعجز حين تدنوا ساعتى
فيجب أن تكون بجانبى وبقربى
وتحاول أن تحتوينى
مثلما فعلت معك عندما بدأت الحياة
: أحبك يا بنى العزيز :
*****